تعيين حسام بولعراس لمباراة السوبر… قرار يثير الجدل ويضع التحكيم على المحك
هل أَصَابَ مَنْ عَيّن الحكم حسام بولعراس لمباراة السوبر؟
تعيين حسام بولعراس لمباراة السوبر… قرار يثير الجدل ويضع التحكيم على المحك
في خطوة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، تم تعيين الحكم حسام بولعراس، حكم الدرجة الأولى، لإدارة مباراة السوبر التونسي، وهي المباراة الافتتاحية للموسم الرياضي الجديد.
هذا التعيين لم يمر مرور الكرام، إذ يعرف القاصي والداني ماضي هذا الحكم الذي تحوم حوله كثير من الشبهات، خاصة في أوساط اللاعبين والمدربين.
شهادات من الميدان تكشف حجم الجدل حوله:
الحارس المخضرم ع. ق وصفه بـ"الجزار".
اللاعب م. ل نعته بـ"الكاميكاز".
وحتى من يعرفه عن قرب، مثل م.ح، لم يُخفِ انتقاداته له.
في الموسم الفارط، كانت قرارات بولعراس محل جدل واسع، أبرزها ركلة الجزاء المثيرة التي أعلنها ضد اتحاد تطاوين، إضافة إلى تاريخه مع مباريات هلال الشابة، حيث استُخدم، حسب شهادات متقاطعة، من قبل رئيس الجامعة السابقة في مهام محددة، قبل أن يتم تجميده ومعاقبته، ربما لأنه أدار بعض المباريات دون تعليمات أو تنسيق مسبق.
اليوم، يعود بولعراس إلى الواجهة في مباراة ذات رمزية كبرى، لكن المخاوف لا تتعلق فقط بالماضي، بل أيضًا بالحاضر. فالكثيرون يعتقدون أنه سيدخل أرضية ملعب رادس بجسده، بينما سيكون عقله منشغلًا بالقائمة الدولية، في ظلّ أنّ المشرف العام على الإدارة الوطنية للتحكيم، كما قالها محرز حرفيًا، "مضروب فيه".
هذه المباراة ليست عادية، فهي افتتاح الموسم ورسالة أولى إلى الأندية والجماهير حول اتجاه التحكيم هذا العام. وأي إساءة أو خطأ تحكيمي مثير سيكون شرارة تُشعل فتيل التوتّر، وقد تضع التحكيم في مأزق منذ الجولة الأولى.
المسؤولية اليوم تقع على عاتق حسام بولعراس: إما أن يدير مباراة عادلة متوازنة يخلو سِجلّها من القرارات المثيرة للجدل، فيكسب الاحترام وربما يقترب من حلم القائمة الدولية، أو أن يُعيد إنتاج نفس الأخطاء السّابقة، فيخسر ما تبقى من رصيده التحكيمي.
و تقع المسؤولية الأولى على من عيّنه و آمن به ان يكون الحكم المناسب لمباراة السوبر و هي مباراة دربي بتاريخ صاخب.
إن المكتب الجامعي اليوم أمام اختبار حقيقي، فإما أن يثبت أنه حامي نزاهة اللعبة وهيبة التحكيم، أو أن يختار الصمت ويترك القرار يمرّ، فيتحمل مسؤولية أي انزلاق قد يشعل الموسم منذ مباراته الأولى.
مباراة السوبر ليست حقل تجارب ولا منصة لتصفية الحسابات أو تمرير المجاملات، بل هي مرآة للموسم بأكمله.
فإذا كان تعيين حسام بولعراس قرارًا مدروسًا، فعلى المكتب الجامعي أن يضمن محاسبته على كل قرار يتخذه في الملعب.
أما إذا كان مجاملة أو صفقة في الكواليس، فإن أول من سيدفع الثمن هو التحكيم التونسي بأكمله، ومعه سمعة الكرة التونسية محليًا ودوليًا.
لكن بالنسبة لنا ، كما يقول الحكام أنفسهم: "سننتظر… ونشاهد"، فالتاريخ والممارسات السابقة لا تمنح الكثير من التفاؤل، وإن كانت كرة القدم دائمًا تحمل مساحة للمفاجآت.
ولكن هذه المرة، الأعين مفتوحة، والذاكرة حاضرة، والمحاسبة قادمة